روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | أعاني.. السهو والشرود

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > أعاني.. السهو والشرود


  أعاني.. السهو والشرود
     عدد مرات المشاهدة: 2757        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أودُّ توضيحًا بخصوص حالة السَّهو والشُّرود، عندما أكون في الفصل أقع في حالة السَّهو، إلى درجة أنِّي أنسى أنَّ المُدَرِّسة أمامي تشرح الدرس، نفس الحالة أقع فيها أحيانًا داخل البيت.

الجواب:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه...

ألخص لك أختي الفاضلة جواب استشارتك في النِّقاط الآتية:

أولًا: ابنتي الفاضلة: تعتبر مشكلة السَّرَحان، والشُّرود الذِّهني، من المشاكل التَّربوية والنفسية المنتشرة في أرجاء المدارس العصريَّة، فلست وحدك الشَّاكية، بل يشكو كثير من طلبة وطالبات العلم من السَّرحان (شرود الذِّهن) المفاجئ، في موضوعات بعيدة كلَّ البعد عن موضوعات الدَّرس والاستذكار، وينشغلون عنها بأحلام اليقظة، يحققون فيها كل ما يصبون إليه، من آمال في النَّجاح والتَّفوق، وفي كل ما لا يمكن تحقيقه في حياة الواقع.

وأريد أن أطمئِنَك، وجميع زميلاتك، إلى أنَّ أحلام اليقظة ظاهرة عقلية طبيعية للإنسان، في مراحل عمره المختلفة، ولكنَّها!! تكون واضحة وبصورة كبيرة في مرحلة المراهقة.

وعلى ذلك فأحلام اليقظة سلاح ذو حدين، فكلَّما كانت تثير همَّة الفرد، وتدفعه إلى العمل لتحقيق ما يفكر فيه في عالم الخيال، وتكون وسيلة لتوجيه النَّاحية الابتكارية فيه؛ فهي محمودة ومطلوبة، وأمَّا أن تكون مجرد خيال وآمال، فإنَّها مضيعة لوقته، ودمار لمستقبله.

ثانيًا: إنَّ الحاصل معك- ابنتي العزيزة- قد يكون أحلام يقظة ضارة، حيث أثَّرت على تحصيلك الدراسي، فلذلك كان كما قلت متوسطًا.

ثالثًا: بما أنَّ عمرك ستة عشر عامًا، وكونك في سن المراهقة، وفي هذا السِّن يعتري المراهق تغيُّرات عديدة، ومنها تغيُّرات نفسيَّة، فتنشأ عنده مشكلات انفعالية

ووجدانيَّة، تتمثل بالإحساس بحبِّ العزلة، والخوف من المستقبل المجهول، والشُّعور بالملل والكآبة، والوقوع تحت الضُّغوط النَّفسية، فينتج عنها عادة ما يسمَّى في التَّربية بالتَّسرب الفكري أو السَّرحان. وكما هو واضح من حديثنا الحالي، فإنَّ نتائجه المباشرة، تنعكس سلبيًّا على تعليمك، وتحصيلك، وتنمية عادات غير مستحبة اجتماعيًّا لديك، كما هي الحال في الانزواء، والانطواء على النَّفس، والشُّرود والسَّرحان.

رابعًا: لعلاج مشكلة السَّرحان الذِّهني لديك: عليكِ اتباع الآتي:

1- نصيحتي لكِ أن تتوجهي إلى الله بقلب خاشع، وعين دامعة، بعد صلاة ركعتين، في الثلث الأخير من الليل، وأنت ساجدة: اطلبي من ربِّك، وتوجَّهي إليه، وتوسَّلي إليه بإيمانكِ، وضعفكِ، وخوفكِ منه، أن يُبعدَ عنك الشُّرود والسَّرحان، وأن يجعلكِ من المتفوقاتِ دراسيًّا، فإذا وجد منكِ الله تعالى الإخلاص والصِّدق، أعانكِ، وساعدكِ، وسدَّدكِ، وثبَّتكِ، فمن تعلَّق بالله وتوكل عليه كفاه، ومن تعلَّق بغيره وكله إليه.

2- حاوِلي الابتعاد عن الإسراف في أحلام اليقظة، وركزي انتباهك لما بين يديك من استذكار.

3- توقفِي عن الاستذكار متى أحسست بالتَّعب، واستكملي استذكارك فيما بعد، أي بعد أخذ قسط مناسب من الرَّاحة.

4- إذا شعرْتِ أنَّك تسترسلِي في الخيال، ذاكرِي بصوت عالٍ، فالمذاكرة بصوت ضعيف، أو في السِّرِّ تعدُّ عاملًا مساعدًا على السَّرَحان.

5- يعد المشي لمدة قصيرة، وسيلة مهمَّة لمقاومة السَّرحان، والابتعاد عن الدُّخول إلى عالم الخيال، فلا مانع إذا شعرت بالشُّرود الذِّهني، أثناء شرح المعلمة للدَّرس، أن تستأذني بالخروج قليلًا، ثم تعودين أنشط من قبل، وكذلك في البيت، امشي قليلًا ثم عودي للدِّراسة من جديد.

6- إن كنت تكرهين مادة دراسية معينة، فعليك محاولة تغيير موقفك الرَّافض لها، واتجاهك السَّلبي نحوها، إلى موقف إيجابي، من خلال إقناع نفسك بحبِّك لهذه المادة، وعدم كراهيتك أو رفضك لها، وبهذا الإقناع وبعد مرور فترة من الإقناع، ستجدين نفسك مقبلةً على هذه المادة، ويزداد هذا الإقبال تدريجيًّا كلما ذاكرتيها، وثقي أنَّ موقفك السَّلبي سيؤدي إلى المزيد من كراهية المادة، ومن هنا لابد من تغيير الموقف، من السَّلبية إلى الإيجابيَّة.

7- حدِّدي لنفسك أهدافًا واضحة قابلة للتَّحقيق، فتحديد الأهداف أول خطوة في طريق النَّجاح؛ لأنَّه يساعد على التَّركيز، والانتباه أثناء الاستذكار.

8- اختاري مكانًا للمذاكرة هادئًا بعيدًا عن قاعة استقبال الزُّوار مثلًا، أو قاعة مشاهدة التِّلفزيون.

9- اتركي ما يصعب عليك إنجازه، أو فهمه، أو إدراكه، واستشيري بعد ذلك معلمتك، أو إحدى زميلاتك النابهات دون خجل، وانتقلي إلى استذكار جزء آخر، أو موضوعات أخرى، وتأكدي أنَّ الخطأ ليس عدم الفهم، وإنَّما السُّكوت عليه.

وفقني الله وإياك للعلم النَّافع والعمل الصَّالح، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

الكاتب: سعد العثمان.

المصدر: موقع المسلم.